أي روح أنـــا ..



    ,,


     قبل تاريخ السابع من يونيو نفخت روحاً في مضغة تتخلق في عالم غيب مائي
    تقول أمي أنها أحست بطائر يرفرف في جوفها الصغير ، طائر لا يهدأ ولا ينتهي من الابحار في عالمه الفسيح...
    ذلك الطائر هو أنا ...

    ولدتُ واحتفالية المولودة الانثى ملأت أرجاء بيتنا الحجر وما جاوره من بيوت العائلة ..
    وفي الثالثة من عمري كنت اسمع قصائد جدتي واغاني أمي التي غنتها لها أمها من غناء جدتها ..
    وفي الخامسة بدأتُ الاسئلة التي طالما افحمت والدي ..
     وفي السابعة عرفت اسم الصوت الملائكي الذي اسمعه ليل نهار .. انها فيروز ..

    ثم اني اصبحت جمهوراً يجيد الاصغاء الى الشعر الذي يلقيه أبي على مسمعي ..
     وفي بداية المراهقة بدأت مرحلة سُرقت فيها من نفسي لما يقارب اربعة عشر عام ..
    هكذا ببساطة لا اذكر اين كنت !

    كل ما اعرفه اني عدت بعدها مولودة خرجت من ثقب كوني متصل بطفلة تسمع الشعر من والدها .. ونزر يسير من الذكريات

    كل ما اريده هنا ان اكتب لأن تلك الروح التي خلقت لتتعاطى مع الكلمة اشقتني عمراً وآن لها البوح والحديث ..

    قد يمر أحد هنا يتسآءل من تظن نفسها !!

    أنا لا أظن نفسي شيئاً أعلى من سماء ولا اقل من أرض ..
     ولا أصغر من شجرة ولا أكبر من مجرة ..
    أنا ابنة وادي وجبل ومطر وسحاب وضباب ..
    ابنة الزرع والبئر والبلاد تقاسمت منذ الازل رغيف الحنطة مع أرض ستضم يوماً رفاتي
    وهي باقية على موعدي لها تنتظر ..

    أكثر مؤثر في كلمي كان القرآن الكريم اللغة البلاغية الخالدة
    ومسلسلات لبنانية كانت تعرض بالفصحى قديماً
    وحكايات عالمية من قصص الشعوب
    ومعلمة اللغة العربية في المرحلة المتوسطة
    ودكتور مادتي النحو والتذوق الادبي في المرحلة الجامعية
    وشعراء تركوا نبضهم في عروقي وغادروا الارض
    وآخرون مازالوا ينبضون ببذخ ويلهمون قلمي ذو النبض الجنيني

    أردت أن يكون لي في هذه الطريق رصيف صادق  ليقولوا ... لقد مرت من هنا يوماً ما ... فلنترحم على روحها  ..

..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق