اقرأ لي كفي ..

مددتُ اليه يدي ، قلت : اقرأ لي كفي ..

وبينما هو يفعل تغافلته واخذتُ اقرأ مافي عينيه ..

قال لي في كفك الكثير من الحكايات التي لم تروَ بعد ..

قلت : وماذا بعد ؟! ..

قال وهو يرفع الى عيني عينيه متبسماً .. أيتها الماكرة 

ماذا تسرقين .. ؟!

ضحكت .. وقلت : لا شيء .. صدقني 

قال : صدقاً لا شيء .. قد أخذتي البصيرة والبصر ..

ثم قبّل يدي .

جبلٌ ومطر

على الجبالِ اكفُهم تلوّحُ للمدى ..


 ياقمرَ البعدِ القَصيّ ..


 يارمقَ الرّوح .. 


أنتَ منّي ..


 أنا مِنكَ ..


 أنتَ مُوسيقى المطر حالَ اقترابِه .. 


أنتَ قوسُ قزحٍ اذا انثى فوقَ الجسدِ الضّباب ..


عَناقُك شاهقُ الانفاس ..


وارِفُ القطر ..


..

شرفة الروح

صباح اراقصة بكل أمل لي في الحياة ..

.

أقف أمام الشمس ليتسلل شعاعها عبرجسدي ..

يضيء أعماقي الخافية ..

الامس حدود المطلق في محيط الوجود ..

لا اتكبد عناء الاستغفار أمام دفق الحب المكتسح للظلمة ..

أراهن الكائنات الخلود والفناء في غمرة سكر لا تضمحل ..

وحين أقف أكون شرفة الأرواح المنعتقة ..

فضاء يملأني مشبع بحبه الأزلي ..

وادور في فلك سمائه كوكب بشري التكوين الاهي الدرب ..

..

وحدك أنت

لا شيء يشبه عطشي اليك .. 
لا الأرض الى صبحها ..
ولا المروج الى شمسها ..
وحدك أنت تخالف كل توقعات الارتواء .

..

جئتُ للرقص

تنجلي الغيوم .. 
تفر من سمائي .. تجر خلفها ذيول المطر ..
كأنها ارتابت مني .. 
من أنتِ ..! 
تسألني فلا اجيب ..
تسأل عن العشب الاصفر تحت اقدامي ..
عن مدارات لم اعد ادور حولها ..
فساتيني ذات اطراف الدانتيل تغري طفلاً يركض ..
يحملق  .. 
يرى فيها انوثة يفتقدها في صدر امه ..
هيه ياولد ..! 
لستُ مظلة التائهين أنا ..
جئتُ للرقص قليلاً ..
فهلّا عزفت لي بعض الموسيقى  ..




..

سراب

سراب ..

 ارى آخر الطريق سرابا يسير اليه سربُ راحلتي ..

يهمهمُ بالرجاء ويخشى تسربَ الأملِ .. 

..

أراك

سأحاول ان استقبل الشمس بوجهي ..

وان عاكسني شعاعها بحمرةٍ على خدي ..

او صبغتني بلون الحنطة .. 

فالحنطةُ لونُ الأرض ..

والأرضُ ابنة الشمس ..

وأنا خيطٌ من شعاعِها يتدلى برفقٍ ليراك ..

من بين استارٍ وحجب ..

ومن خلفِ غيمٍ وضباب ..

أراك هنا في اعماقِ روحي ..

طيفك الغائب حاضرٌ يتنفس ..

..

كان نبضي

حكت لقلبها أن نبضه مستمد من وجوده ..
من عطره حال اقترابه ..
 من همسه المستكين في عمق خلجاته .. ‎‫


حكت لقلبها أن أنفاسه أكسجين بقاءه .. 
وجنونه أكسير رفرفة جناحه .. 
ومن ضحكاته فلق الفجر يدنو في زهو اوقاته ..


كان يومئ بعينيه ..
يشير الى حيث استقر الجمال ..
 بلمسة تسيل كماء ..
 بضمة كغرق .. ‎‫


كان فيه من الشغب ما يستدر أمومتي ..




..

اقترابك

أنفاسي تشاغب عند اقترابك ..

كطيور مهاجرة تخنقها ضلوعي  ..

وتهمّ بالرحيل اليك ..

..

مدن هرمة

الحياة في المدن اسراف للعمر.. وترف مفخخ.. 
لا تجد الارواح علوها هناك ..


نوافذ المدن في عينها نظرةٌ بائسة ..
وجدرانها صفيح يعكس ضوء الشمس في رتابة ..
والحب على ارصفتها دمىً متحركة في يد الباعة المتجولين ..


هواء أهل المدن ابخرةٌ الاجساد الراكضة القلقة ..
ومعاطفهم أشباح رمادية .. في جيوبها مواعيد هرمة ..


..

سريالية

أنا الآن أفكر بك .. 

سيُقلبُك عقلي كمادة غذائية ..

وبعد الهضم سأسكبك في لوحة سوريالية شاحبة ..

فقد افلست فيك فرشاة احلامي ..

..

حكايا الجدات

وهتفت الجدات .. 

نحن من أحيا صبحنا .. 

وروى ركيبنا ..

 وحصد قمحنا .. 

وجعل من صغيرنا رجلاً .. 

ومن الحكايات روابطاً وجذورا ..

هل تعلم

هل تعلم ما اجمل مافي عمري معك .. !

ان تستأثر بي لأمسياتك وحدك ..

 بعيداً عن عيون الليل والنجوم والأحلام ..

ان تكف عن السكوت ..

وعن الكلام ..

ان تنام على حجري ترفع عينيك الى عيني ..

فأقول لك : أحبك ..

 فتنام ..

..

عطية السماء

قصة حب أزلية ..

تلك التي ابتدأت بنبض خلية تتهافت للانقسام ..

في كنف رباني الهيئة ..

وعند الصرخة الأولى ..

والبسمة الولى ..

والمناغات الاولى ..

كنت حديث دنيتها ..

وشمسها الدافئة ..

 أمي

ياروح الأرض وعطية السماء ..

ياوطناً ومرجعاً ومآل ..

دمتِ لي رحمة ربي ورضاه ..

ودام جبينك الغالي شامخاً ووقورا ..

..

غباء

يوماً ما جلسا معاً ..

هي متلهفة للقاءه ..

وهو يلبس طاقية غباءه ..

هو كذلك فعلاً ..

فبينما هي تتأمل عينيه وتنتظر منها الكلمات ..

أخذ يحدثها عن ماض أفل ومات ..

عن فتاة أحبها وأحبته ..

وعن أقدار عنها فرقته ..

وبينما هو منساق في الحديث والكلام ..

غارت الدموع في عينيها وثارت الالام ..

جفت في ثغرها ينابيع الابتسامة ..

وحلّت في أفق اللقاء غمامة ..

اشاحت بوجهها عنه وتتالت الزفرات ..

وهاهو اخيراً ادرك الاشارات ..

_ مابك ! .. يسألها !! .. ياللغرابة ..

_ بربك .. بأي لغة تريد الاجابة ..

..

سرقة العمر

انتظرتك قبل عمر الوقت بعمر .. 

وحين جئت أخذت عمري فوق عمرك مرتين .. 

وتركتني واقفة اتسول السنين .. 

لله يامحسنين ..

..

انعتاق

أمن اليأس أن أقول خذني اليك ! ..

بل من لوعة الاشتياق .. 

فحين التأمل ترفرف روحي كطائر حبيس ..

 يود الانعتاق ..

فخذني اليك .. لأبقى معك ..

..

حكايا الليل

أرى مع الأفق حكايا الليل الذائبة .. 

قد أصبحت سفناً لروح الفجر وطعاماً للجائعين .. 

غاب عنها القمر وهي معاتبه ..

وبدت من الشوق عاصبة الجبين ..

..

أيتها الريح

أيتها الريح العاتية .. 
مري جنوب بلادي ..
هناك صبية مزروعة في بيداء ..
وروحها في جسد طير ..
لا تسألي أيتها الريح ..
فهناك تًدهن أجساد الاطفال بطين الأرض .. 
وحين يكبرون تصبح الانثى منهم شجرة ذات فروع .. 
تَهِب الريح أكسجين الحياة ..




.

لأني أحبك

لأني أحبكَ ..
سأقضي حياتي أفتش عنكَ ..
فأنت ملامحُ كل المدائن ..
وكل الليالي الحزينة ..


لأني أحبكَ ..
سأرسم وطناً ..
فأنت الحنطة ..
وأنت الضوء ..
وانت درب العائدينَ ..


لأني أحبكَ ..
سأقضي حياتي افتش عنكَ ..
أفتش عن صوتك الساكن في الشرفات ..
وبيوت الفقراء ..
وقصائد الشعراء السخية بالشجن ..


وحيناً ...  أراك ..
في رؤى العابرين أراك  ..
في أحلام الطفولة ..
وايادي الفلاحين ..
في خيوط شمس الصباح ..
طائريناجي الخمائل ..
يراقص السنابل ..


لأنك أنتَ .. روح الحياة ..
ولون السماء ..
وحين أحبك .. أشدو كبلبلٍ بالغناء ..




..

صبية الغيم

أيها الحلم العالق في عرائش الياسمين
لم تعد تغويني الصباحات لاسترق العبير
كنتُ كمن يشرب القهوة في روضة اطفال
وفي آخر رشفة يصيح بهم ان يهدأوا


لم يعد لوجهك من معالم 
منذ آخر رحلة على الرصيف
تلك الامواج المجنونة 
ارهقت أقدام المسير
وكنتُ أنا مغرمة بالمشي حافية


كنتُ كاليتيمة حين يسألونها ماذا تشربين
فتختار من كؤوس المارة 
تلك العيناها غيمة
ويداها زورق


أشعر أن الاسامي كلها لي
وأن الاسئلة تخصني
وأن ذلك الظل الذي رافقني
التصق بالجدار
فلم يعد يشاكسني مع الظهيرة


أشعر أن المطر حين يلامس النافذة
يقرأ كل حكاياتي
فيخبر الامهات ان صبية كانت غيمة
وحين تركت طريق الريح 
صارت شجرة


أيتها الصبايا ملئ الأرض 
كلكن امهات 
وكل الثمار أطفال 
لا تصدقن حكايات الخريف
فالارض لا تنسى من تذوق طينها
ولا من سقاها ملح عينيه 




..

في منعزل

في منعزل ..
سأكتب معزوفتي الخاصة ..
كنت جائعة للموسيقى ..
لا حاجة لي للأبواب ..
أيها الكذب خلف الحقول ..
أيها المطر الغائب ..
أيتها الفزاعات ..
هناك مدنٌ سرت فيها الشائعات ..
أن الليل سيأفل خلف النور ..
وأن الطرقات ستغرق بالنجوم ..
وأني سأحمل صغاراً يرسمون الشمس ..
كلهم أضاعوا عناوين بيوتهم ..
كلهم بدون ملامح ..
هناك بين الكتب القديمة 
الوان شفافة ..
ستلهم ابتسامات عقولهم ..
ما أن تلوح الرؤية ..
وينقشع الضباب ..


..

الحب في الطبيعة

الحب ..

 جناح طائر يجيد الاحتضان ..

يجيد الرعاية ..

يحقق السكينة ..

.

قلوبنا نوافذ

قلوبنا نوافذ ..
مشرعةٌ للقادم والغاد ..
فيها حقول الطفولة .. 
مقدسةٌ كطيور الحرم ..
ينبتُ العشبُ فيها محمر الوجنة ..
كصبية تداعبها الشمس ..
وعند الفرح تضحك ملئ الأغادير ..
في باطن الكف أغنية ..
تعيد السكينة الى خفقات العطر ..


قلوبنا نوافذ ..
نفتحها كلُ ليلة ..
لتغرد اشتياقاً ..
لتنبض لهفةً ..
لتضئ شموع السراب ..
يومئُ الليل نجمةً ..
تواسي حزن السحاب ..
في عيون النائم قصيدة ..
وفي سمعه صوت حبيبة ..
وفي الشرفة طائر الغياب .. 








..

إني أحلم ..

اني احلم 

وحلمي طير اسطوري 

يجوب الارض منذ الازل

له جناحي ملاك 

وقلب نبع طاهر

اني احلم

وحلمي قدر يعانق السماء 

بأمل وثقة ورجاء 

فيه جنتي 

وفيه مسرتي 

اني احلم 

لا شئ يعيق قدرتي

فهي في قلبي

اودعها خالقي 

سراً كونياً 

ابقيه يقظاً 

واسقيه من يقيني

اني احلم 

واسافر الى افق السعادة

لأن لي ماليس لأحد

ايمان يُغنيني

وصبر يكفيني

وحلم لا يكف عن الطيران 

اني احلم 

ويوماً ما .. حلمي سيأتيني 

اهداء الى .. أماني






..

شفافة ..

سأنظرُ اليك من خلال روحي .. 

سأغمضُ عينيّ واصمت ..

واتنفسُ صورَ الجمال .. 

حينها تصبحُ روحي شفافةً .. 

فأراك ..

..

خجل ..

وبينما أنا أمشي بدلال بين شجر الرمان ..

امسكُ بطرف ثوبي واتمايل كالغصن مع النسيم ..

بادرني برشة ماء على وجهي ..

توقفت ..

ثم ابتسم وعاد الى عمله ..

خطر في بالي أي قبلة أراد ..

لكن خجله جعله يتوارى بين البساتين ..

..

حالةٌ روحانية

حين تستشعر روحي الارتقاء تتنفس نحو الأعلى .. 

تتصاعدُ كبخار نقي ..

تلامس عقلي وتفكيري  .. 

تتمد في أوعية الجسد .. 

تتركه مسترخياً في نشوةٍ روحانية عالية .. 

فهذا السكون الذي يبدو كذبذبات كهربائية تسري في اعضائي .. 

هو سر الحياة .. 

هو الطاقة .. 

هو الوجود ..

.

أملٌ في رجوع

ربما أود أطعامك من فم الليل قصائدي .. 

لتطعمني من فم الفجر تراتيل الرجوع ..

وأعود .. لأرى انتظارك بين خميلة وبيت .. 

وصوت ناي آتٍ من بعيد ..

فأعطيك منديلي ..

وتعطيني قبلة نائمة ..

تستيقظ في لهفة الحنين ..

وتسكن بين ضلوعي ..

تناوب النابض رقصات الحياة ..

فترتعش السنابل ..

وتشدو بلابل الشتاء ..

فمحالٌ أن يكون بعد الفراق ..

الا اللقاء ..

..

اروِ لي حكاية

هلّا رويت لي قصة ..


اروِ لي قصة ..


دعني أتأمل عينيك تصوغان الاحداث ..


وتعابير وجهك تدخلني سيناريو الحكاية ..


ويداك تعزفان لي انفعالات جسدك الممشوق بالغموض ..


وصوتك المبحوح .. يدخلني ذبذبات الحلم بروية ..


اروِ لي حكاية ..


نمارس فيها أمجاد البطولة معاً ..


ونخلّد على وسائد الليل هذيانات النوم ..








..

نسيان

من أين لي ببضع كؤوس  ..

أشرب فيها معين النسيان ..

 لأنساك في الرشفة الأولى ..

وأنساك في الثانية .. 

وأنساك في الثالثة .. 

وعند الرابعة ألقاك ! ..

..

فصل الفصول

فصل من فصول السنة لا يبارحني ..

يشاطرني غيمات الودق ووشوشات السنابل ..

وغناء بيتي الصغير في قلب الشجرة ..

وموسيقى الألف قبلة جاءت حين ولدت سحابةٌ من ثغري ..

مثقلة ..

فهوت في كفي هائمةٌ بعطري ..

بأنفاسي ..

بحنيني ..

ونامت .. قبل ان تلقي حملها ..

في حجري بين نبضي ووريدي .. 

بين حلمي ويقيني .. 

بيني وبين السكون ..

وعندما تتجدد الفصول ..

يبقيني فصلي ..

على سلم خشبي ..

بين عتبة وباب ..

تأخذ الريح ثيابي ..

وتبقيني معلقة ..

الى أجل غير معلوم ..

هكذا حين أحبني فصل الفصول ..

..