مدن هرمة

الحياة في المدن اسراف للعمر.. وترف مفخخ.. 
لا تجد الارواح علوها هناك ..


نوافذ المدن في عينها نظرةٌ بائسة ..
وجدرانها صفيح يعكس ضوء الشمس في رتابة ..
والحب على ارصفتها دمىً متحركة في يد الباعة المتجولين ..


هواء أهل المدن ابخرةٌ الاجساد الراكضة القلقة ..
ومعاطفهم أشباح رمادية .. في جيوبها مواعيد هرمة ..


..

سريالية

أنا الآن أفكر بك .. 

سيُقلبُك عقلي كمادة غذائية ..

وبعد الهضم سأسكبك في لوحة سوريالية شاحبة ..

فقد افلست فيك فرشاة احلامي ..

..

حكايا الجدات

وهتفت الجدات .. 

نحن من أحيا صبحنا .. 

وروى ركيبنا ..

 وحصد قمحنا .. 

وجعل من صغيرنا رجلاً .. 

ومن الحكايات روابطاً وجذورا ..

هل تعلم

هل تعلم ما اجمل مافي عمري معك .. !

ان تستأثر بي لأمسياتك وحدك ..

 بعيداً عن عيون الليل والنجوم والأحلام ..

ان تكف عن السكوت ..

وعن الكلام ..

ان تنام على حجري ترفع عينيك الى عيني ..

فأقول لك : أحبك ..

 فتنام ..

..

عطية السماء

قصة حب أزلية ..

تلك التي ابتدأت بنبض خلية تتهافت للانقسام ..

في كنف رباني الهيئة ..

وعند الصرخة الأولى ..

والبسمة الولى ..

والمناغات الاولى ..

كنت حديث دنيتها ..

وشمسها الدافئة ..

 أمي

ياروح الأرض وعطية السماء ..

ياوطناً ومرجعاً ومآل ..

دمتِ لي رحمة ربي ورضاه ..

ودام جبينك الغالي شامخاً ووقورا ..

..

غباء

يوماً ما جلسا معاً ..

هي متلهفة للقاءه ..

وهو يلبس طاقية غباءه ..

هو كذلك فعلاً ..

فبينما هي تتأمل عينيه وتنتظر منها الكلمات ..

أخذ يحدثها عن ماض أفل ومات ..

عن فتاة أحبها وأحبته ..

وعن أقدار عنها فرقته ..

وبينما هو منساق في الحديث والكلام ..

غارت الدموع في عينيها وثارت الالام ..

جفت في ثغرها ينابيع الابتسامة ..

وحلّت في أفق اللقاء غمامة ..

اشاحت بوجهها عنه وتتالت الزفرات ..

وهاهو اخيراً ادرك الاشارات ..

_ مابك ! .. يسألها !! .. ياللغرابة ..

_ بربك .. بأي لغة تريد الاجابة ..

..

سرقة العمر

انتظرتك قبل عمر الوقت بعمر .. 

وحين جئت أخذت عمري فوق عمرك مرتين .. 

وتركتني واقفة اتسول السنين .. 

لله يامحسنين ..

..

انعتاق

أمن اليأس أن أقول خذني اليك ! ..

بل من لوعة الاشتياق .. 

فحين التأمل ترفرف روحي كطائر حبيس ..

 يود الانعتاق ..

فخذني اليك .. لأبقى معك ..

..

حكايا الليل

أرى مع الأفق حكايا الليل الذائبة .. 

قد أصبحت سفناً لروح الفجر وطعاماً للجائعين .. 

غاب عنها القمر وهي معاتبه ..

وبدت من الشوق عاصبة الجبين ..

..

أيتها الريح

أيتها الريح العاتية .. 
مري جنوب بلادي ..
هناك صبية مزروعة في بيداء ..
وروحها في جسد طير ..
لا تسألي أيتها الريح ..
فهناك تًدهن أجساد الاطفال بطين الأرض .. 
وحين يكبرون تصبح الانثى منهم شجرة ذات فروع .. 
تَهِب الريح أكسجين الحياة ..




.

لأني أحبك

لأني أحبكَ ..
سأقضي حياتي أفتش عنكَ ..
فأنت ملامحُ كل المدائن ..
وكل الليالي الحزينة ..


لأني أحبكَ ..
سأرسم وطناً ..
فأنت الحنطة ..
وأنت الضوء ..
وانت درب العائدينَ ..


لأني أحبكَ ..
سأقضي حياتي افتش عنكَ ..
أفتش عن صوتك الساكن في الشرفات ..
وبيوت الفقراء ..
وقصائد الشعراء السخية بالشجن ..


وحيناً ...  أراك ..
في رؤى العابرين أراك  ..
في أحلام الطفولة ..
وايادي الفلاحين ..
في خيوط شمس الصباح ..
طائريناجي الخمائل ..
يراقص السنابل ..


لأنك أنتَ .. روح الحياة ..
ولون السماء ..
وحين أحبك .. أشدو كبلبلٍ بالغناء ..




..

صبية الغيم

أيها الحلم العالق في عرائش الياسمين
لم تعد تغويني الصباحات لاسترق العبير
كنتُ كمن يشرب القهوة في روضة اطفال
وفي آخر رشفة يصيح بهم ان يهدأوا


لم يعد لوجهك من معالم 
منذ آخر رحلة على الرصيف
تلك الامواج المجنونة 
ارهقت أقدام المسير
وكنتُ أنا مغرمة بالمشي حافية


كنتُ كاليتيمة حين يسألونها ماذا تشربين
فتختار من كؤوس المارة 
تلك العيناها غيمة
ويداها زورق


أشعر أن الاسامي كلها لي
وأن الاسئلة تخصني
وأن ذلك الظل الذي رافقني
التصق بالجدار
فلم يعد يشاكسني مع الظهيرة


أشعر أن المطر حين يلامس النافذة
يقرأ كل حكاياتي
فيخبر الامهات ان صبية كانت غيمة
وحين تركت طريق الريح 
صارت شجرة


أيتها الصبايا ملئ الأرض 
كلكن امهات 
وكل الثمار أطفال 
لا تصدقن حكايات الخريف
فالارض لا تنسى من تذوق طينها
ولا من سقاها ملح عينيه 




..