الخميس، 28 يوليو 2011

بعث الذكرى ..




بُعثت الذكرى على أرض المحشر ..
تتعلق في أعناقهم ..
تتبرأ منهم ..
تقيدهم ..
تجرف مشاعرنا وتبكينا ..
تبقينا في حالة سكون خلف حيطان الزمن ..
تلامس جلودنا ..
كرفرفة الفراشات ..
حين تراقص بتلات الورد ..
فنتهد بأنفاس ملتهبة ..
تحكم عليها بالحرق ..
 لتتلاشى في مشهد الحساب ..


..

السبت، 23 يوليو 2011

جعلني أقصوصة ..



أسميت نفسي اقصوصة .. 

حين تسربتُ صفحةً من كتابٍ اعتاد ملامسة يديه كل ليلة ..

كنتُ أرى ملامحي مرسومةٌ على عدسة نظارته ..

قبل أن يضعها جانباً ليغمض عينيه ..

ويترك لي مساحات خياله الخصبة الونها كيفما اشاء .. 

قبل أن أرتجف دمعةً من طرف مقلته ..

وأنساب في شقوق صمت وسائده .. 

وأصبح جزءاً من رائحة جسده المسجاة فوق أشياءه الخاصة .. 

ويناديني حال افاقته من أرشيف الذكريات .. 

أقصوصة مجردة من الوعي .. 

أُلامس شغفه بالوهم .. 

وقفزات الهروب من الواقع التي يمارسها بي ..

وتعابير الدهشة حين ترتسم في صوره ..

 يشاطرني قطعة  خبز على مائدة عشاءه الفاخر ..

على ضوء شموع بيضاء ..

 جلعتها لأجله حمراء تتراقص بنسائم صيفية حالمة .. 

يضحك واسمع قهقته يتردد نحيبها بين الجدران .. 

وأتسآءل عن سر حزنه الدفين ..

 وعن سر بقاءي بين سطوره ..

خارجة عن قانون الزمن .. 

مسجونة في فصول وابواب ..

 ألبس حبراً أسود..

وأجبر على السير فوق السطور .. 

يوماً صديقة ..

ويوماً عشيقة..

 ويوماً يجعل مني عفريت المصباح .. 

أحقق له سبعين الف أمنية .. 

ويوماً يتجرأ ويخرج لي شهادة وفاة ..

ينقضها بالبعث في اليوم التالي ..



..

الاثنين، 18 يوليو 2011

أنجبته مني ..







انجبْتهُ في خيالي ..

مُكتمِلُ الرّجولة ..

لهُ قامةُ شموخٍ أصيلة .. 

مُهذّبُ الملامح ..

 ساحرُ القسمات .. 

أَبيتُ أَختَزِنُ عطرَه في أَنفاسِ ليلي ..

 وأستيقظُ على تسابيح دلالِ عينيه ..

 أنجبتهُ مني .. 

قصيدةٌ تهزُ حُصونَ العِشق في أقسى القلوب ..

لحنٌ يدويّ في كلِ الدروب .. 

هرمُ الخلودِ  وتراتيلُ مطر ..

 وتِمثالٌ يَحتذي به كلُ الرجال .. 

أَنجبْته مني .. 

حبلهُ السُّري مازال معلقاً ..

يَتغذّى بدمي ..

 وأنامُ على خفقاتِ قلبهِ الطري الجديد ..

 أَنجبْتهُ .. 

قلمٌ يكتبني ..

يُفسّرُ معالمي .. 

يُصوّرُ تعَابير روحي ..

 يَقْرأُني ..

سُطوراً تُنثرُ على أفئدةٍ تختالُ بي حين أسكنها ..

وبعد أن أَنجبْتهُ مني ..

 أَنجبَني ..

 أُنثى مُكتمِلة ..

 نقية .. 

طاهرة .. 

لا شوائبَ تلبَسُني ..

 لا نقائِص ..

 لا نواقض ..

 باركَ صرْختي الأُولى ..

 يومَ التقَفَنِي من ضِيق نفسي ..

 وبارَكني ..

أسميتُه أنا ..

وأسماني .. 

الروح .. 

فكنت أنا 

نجوى الروح .. 











..

الاثنين، 11 يوليو 2011

شفقة الروح ..







أَ اتحسرُ على نفسي ..!!
 وأجلسُ في شفقةِ الحال ..
أُقطّع جسدي بانهزاماتي ..
لأنزفَ حَرقة تُذيب جُدران حجرتي ..
أُمطر شتاءاتٍ ساحنة تكوي ما تبقى من العمر ..
أَنسجُ بأصابعي سجادةً أتكفنُ فيها ..
وأَتنفسُ حجارةً من سجيل ..
 قلبي يتهاوى ..
أَجدني أنتفضُ فوقَ قطع الزجاج ..
 أتخيلُ يديّ جناحين ..
 وفمي منقار .. ينحتُ في سيقان الدهر ذنبي ..
لأني أحتملت ..
لاني لم أطمع ..
لأني لم أشق لِأحلامي رحمَ الوضع ..
 واحتملتُ نصيبي وهناً على وهن ..
أكره انتظارَ الموت ..
على حافةِ الضجر ..
 لذا البسُ البساتين ..
وأجعلُ حنجرتي عصفور ..
وأتراقصُ كفراشةِ النور ..
 أنثرُ ضحكاتي في الدروب ..
أنسى الماضي والحاضر ..
 وأنتقلُ جسداً وروح ..
 الى مواعيد العيد ..
أجعلها عاماً لا تنتهي فيه الهدايا .. 







..

الخميس، 7 يوليو 2011

الرابعة فجراً ..







الرابعةُ فجراً ..

ماذا يفعلُ البكاء بأوراقي في مثلِ هذا الوقت ..

ولما يغدق في مشاركةِ حبر القلم ..

ولما نحيبُ الصورِ الملقاةُ على ارصفةِ الماضي ..

ولما الوقوفُ على كلِ سطرٍ دقيقةُ حداد ..

ولما حالةٌ تشابهُ القنوتَ خلفَ غِطاء وجهي المبلل ..

ولما أنتَ هُناك ..

ولما كنتُ أنا يوماً ما .. هناكَ ايضاً ..

كنتُ أريدُكَ سنديانةً تُظللني ..

مطراً يرويني ..

دفئاً يرتبُ بعثرةَ ضلوعي ..

لم أحلم يوماً ان تنافسَ الوسائدُ كتفك ..

ان يغرقني نبضاً يرتعش على اطرافي ..

غير نبضك ..

أن أتبتلُ بغيرِ اسمك ..

ما أنا فاعلةٌ باحلامِ عمرٍ غرسناها معاً ..

نمتْ لمرحلةِ الطفولةِ وتوقفتْ ..

حين توقف دلو ماءِك عن سقايتِها ..

ما انا فاعلةٌ بمسكنِك ..

يومَ فرِغَ من بعضِك وكلك ..

ما انا فاعلةٌ بي ..

وبزهرةٍ تفتحتْ في احدى الازمانِ على يدك ..

كنتَ يوماً أنا ..

وكنتُ .. أنت ..

حين عقدَ الربُ بيننا ميثاقاً غليظا ..

كم شابهتُك ..

لاكونَ شمساً تضئُ لك الحياة ..

وتخلقُ من جوفِها الكواكب ..

وكنتَ انتَ الفلك ..

ودربُ التّبانةِ الذي انتميتُ اليه ..

قبلَ ان تبتلعُني اعاصيرُك ..

حين لم يتنبأ بها أحد ..

لم اعد اذكرُك ..

او اذكرُ ملامحَ ابتسامةِ رضا الفتْ مُحياك ..

بِتُ اتسآءلُ من أنت ..

بحقِ هؤلاءِ وتلك ..

من أنت ..!!

من اعطاكَ حقَ سلبِ عمرٍ كُتبَ مع عمرك ..

التحقَ بك ..

والتحم فيك ..


أَطبقْ شفتيك .. فماعادَ الشهد فيهما رضاب ..

وماعادتْ خصلات شعري تمارسُ الدلال لرؤياك ..

ولم يعد لـ يدي ارتعاشةٌ قربك ..

منذ زمنٍ ارتحلتُ روحاً وبقي الجسد ..

وهاهو ذا يلتحقُ بها ..

فماذا بقي ..

سوى رائحةُ عطري في بعضِ الثياب ..

و شعراتٌ على مشط ٍخشبي ..

وذكرى ..

وكثيرٌ من الألم ..

وانت .











....

الأحد، 3 يوليو 2011

فصلٌ وأثر ..




نتوءات على جلد الصيف .. 

هي من بقايا الصيف الماضي .. 

كم هي جميلة نعمة النسيان ..

الا ان الاثر منحوت في بعض الفصول

لا حاجة لي بمفكرة

 كل شجرة منها تروي ذكرى .. 

شجرة الشتاء تنظر اليها تحسب ارتعادها برداً .. 

لكن الفراق اضنى فؤادها وأرّقها .. 

وشجرة الربيع تراها تختال بألوانها ..

الا ان الطيورتسمع  نحيبها الصامت ..

حين تحتضن  اغصانها ..

و لو اتيتها  فجراً ..

سترى دمعها  قطرات على الورق المخضر .. 

وتلك شجرة الصيف المنهكة .. 

تسرف في امتصاص الماء بأوردتها المندسة تحت التربة ..

 تشبع تلك المساحات الفارغة من وجدانها ..

وهاهي شجرة الخريف المسنة .. 

تقف تتحدى الزمن بعنفوان نابع من صميمها ..

صامدة في وجه تحديات الريح المنتشلة لزهو العمر ..

تبقينا ضحكات العشب 

حين تمشي الاقدام عليه في اتصال مع انفسنا ..

 فقصصنا مسطّرة على الدروب .. 

نقرأها ..

ونقرأ قصص اخرى مشابهةً لنا ..

فكثير من النتوءات حين تراها للوهلة الاولى ..

تحسبها واحدة .. 
















..