الرابعةُ فجراً ..
ماذا يفعلُ البكاء بأوراقي في مثلِ هذا الوقت ..
ولما يغدق في مشاركةِ حبر القلم ..
ولما نحيبُ الصورِ الملقاةُ على ارصفةِ الماضي ..
ولما الوقوفُ على كلِ سطرٍ دقيقةُ حداد ..
ولما حالةٌ تشابهُ القنوتَ خلفَ غِطاء وجهي المبلل ..
ولما أنتَ هُناك ..
ولما كنتُ أنا يوماً ما .. هناكَ ايضاً ..
كنتُ أريدُكَ سنديانةً تُظللني ..
مطراً يرويني ..
دفئاً يرتبُ بعثرةَ ضلوعي ..
لم أحلم يوماً ان تنافسَ الوسائدُ كتفك ..
ان يغرقني نبضاً يرتعش على اطرافي ..
غير نبضك ..
أن أتبتلُ بغيرِ اسمك ..
ما أنا فاعلةٌ باحلامِ عمرٍ غرسناها معاً ..
نمتْ لمرحلةِ الطفولةِ وتوقفتْ ..
حين توقف دلو ماءِك عن سقايتِها ..
ما انا فاعلةٌ بمسكنِك ..
يومَ فرِغَ من بعضِك وكلك ..
ما انا فاعلةٌ بي ..
وبزهرةٍ تفتحتْ في احدى الازمانِ على يدك ..
كنتَ يوماً أنا ..
وكنتُ .. أنت ..
حين عقدَ الربُ بيننا ميثاقاً غليظا ..
كم شابهتُك ..
لاكونَ شمساً تضئُ لك الحياة ..
وتخلقُ من جوفِها الكواكب ..
وكنتَ انتَ الفلك ..
ودربُ التّبانةِ الذي انتميتُ اليه ..
قبلَ ان تبتلعُني اعاصيرُك ..
حين لم يتنبأ بها أحد ..
لم اعد اذكرُك ..
او اذكرُ ملامحَ ابتسامةِ رضا الفتْ مُحياك ..
بِتُ اتسآءلُ من أنت ..
بحقِ هؤلاءِ وتلك ..
من أنت ..!!
من اعطاكَ حقَ سلبِ عمرٍ كُتبَ مع عمرك ..
التحقَ بك ..
والتحم فيك ..
أَطبقْ شفتيك .. فماعادَ الشهد فيهما رضاب ..
وماعادتْ خصلات شعري تمارسُ الدلال لرؤياك ..
ولم يعد لـ يدي ارتعاشةٌ قربك ..
منذ زمنٍ ارتحلتُ روحاً وبقي الجسد ..
وهاهو ذا يلتحقُ بها ..
فماذا بقي ..
سوى رائحةُ عطري في بعضِ الثياب ..
و شعراتٌ على مشط ٍخشبي ..
وذكرى ..
وكثيرٌ من الألم ..
وانت .
....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق