الأربعاء، 29 يونيو 2011

وجلُ روح ..





جعلُت الكلمات ملاذي يوماً فآوتني

وشعرت بتقبيل الحروف
ومنها ما احتضن وجلي

ومسح خدي الموجوع

ما انا الا كومة بشرية

يلامس الشوك جلدي البارد ..

انزف قطعان الانين بصمت وقلم

انثره هنا لمن هم في عالم يقولون عنه وهمي

اشد الوريد بين القريب وبين البعيد

أرقص حيناً على بقايا روح تتخبط تجهل كل الدروب

وتختار باباً تنتحب على يده

وكل مرة تتطاير انفاسي بصفعاته

واتوه مجدداً

ولا احتمل الرجوع

لكنه قدري ومصيري الذي كُتب

هكذا علموني ثم آمنت

أستغيث بماء جهنمية المنبع لترويني اتجرعها واتصنع الارتواء

تتقاذفني أحكام بالكفر والجنون

واعود لنفسي الوم

وانتفض لاحياها من جديد

ويعاود الزمن يبعث نفس المشاهد والاحداث

كفيلم سينمائي يقبض الارواح

لأني ببساطة امسك الامل المخادع

وانيّمه على وسائدي

اغذيه بأحلام مستحيلة

اما اليوم فأنا خارج دائرة الحدث

احاول تغيير مسار الرواية

بخطى عمياء

وخوف ورهبة من المجهول

فزمّلوني اني اسمع لارتعادي طقطقة وصرير ..




















..

جنون مساء ..








ينحني قوس المساء فوق شِعري يتملّق ..

يرتجي مني حروفي ..

يحتسيني

يُغريني .. يتراقص .. يتأنق ..

يحمل لي على أمواجه حلماً ..

ويرسي على شاطئي ألف زورق ..

ارسل له ايمائتي .. ان اذهب بعيدا

يتمايل .. يتشدق ..

يجن جنونه ..

يهذي ..

يقفز يجري يتسلق ..

ألتفت اليه ..

يجثو امامي ..

يبتهل ..

يردد قصائدي ..

أعتذر لا استطيع .. 

بوح شعري تفرق ..

يثور .. يهدد .. يتوعد

يهدأ .. يسكن .. يأتي اليّ

متأنياً .. وعلى شفتي تعلقّ

رضي عني مسائي ..

وبأشعاري 

تألق ..












..

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

عشق






جلستُ على طرف الكرسي ..

 أتأمل ملامحه المرسومةُ على المرآة ..

 كم يدهشني ذلك التشابه بيننا ..

 من قال يخلق من الشبه اربعين ..

في حين ان الشبه انقسم بين اثنين ..

أنا ووجه المرآة ..

 وروح واحدة تسكن الاثنين ..

وقلب  يضخ الدم في جسدين .. 














..

الاثنين، 27 يونيو 2011

الرحيــل ..





ويأتي الرحيل ..

يخفي المباني خلف الضباب ..

وتختنق الطرقات بالحقائب ..

ويصبح كل ماكان يوماً حاضرا ضمير غائب ..

وتهب الريح ..

تحمل معها ماتبقى من صور..

 تنثرها على دروب الماضي ..

تتحلل الوانها وتصبح باهتة ..

صورٌ استودعها الزمن خلفه ..

واصواتٌ الفناها لم يبقَ منها سوى صداها ..

يحملها الاثير الى فضاءه المزدحم بالمسافرين ..

 وفي عتمة احدى الليالي ..

يهزُ مرابعنا الاشتياق ..

ونذوب من الحنين ..

ونجتر الذكرى وما انصرم من السنين ..

 فتتصاعد في مآقينا العبرات ..

وتلبسنا معاطف الذبول ..

فنسقط صرعى على اعتاب ماضينا ..

ونتوق اليه ..

لأنه معلوم مر بنا وعايشناه ..

بينما القادم المجهول هو كل مانخشاه ..


















..



صبحٌ أعرج







أطلّ على نافذتي صبحٌ أعرج .. 

يمشي متأبطاً تحت وشاحه نجمةً ساهرة .. 

تغفو على كتف كتاب ..

 يروي قصص دهاليزٍ من زمن فكتوري .. 

يتوه فيها ضوء الشمس ..

 فيُنسى بين أروقةِ الرموز والاشارات .. 

تاركاً سطورَ العتمة مفهرسةً بدون حروف ..

 أفتح له ثُقباً في ورقة ..

 أنظرُ اليه من خلاله .. 

فترتعش بيدي الورقة ..

لأني أضعت ملامح الحلم ..
















..

غائبون بأجسادهم .. حاضرون في الأشياء ..





أزيز الباب يحكي قصة من سكنوا تلك الدار ..

 ضحكاتهم تتراقص في الزوايا .. 

وصوت قطرات ماءٍ من صنبور مكسور يروي حكاياتهم .. 

أحلامهم .. 

مخاوفهم ..

 وآمالهم ..

صوت خطواتهم يعزف الأرض لحناً ..

 كراسيهم تشهدُ على ليالي السمر أمام المدفأة المدفونة .. 

نبلهم وبطولاتهم ..

صخبهم وكآبتهم مشنوقةٌ على تلك الشجرة العارية ..

تنزف دماءهم من سقف الدار بعد الليالي الممطرة تغرق صرخاتهم المكتومة ..

كبر صغيرهم ورحل الى أحضان الغربة .. 

ومات كبيرهم على أعتاب الوحدة والانتظار .. 


















..

ابتلّي ..














قفي تحت المطر وابتلي ..

دعي عنك المظلة ..

ارفعي جبينك للقطرات واغمضي العينين ..

وابتلي ..

قفي كالمسلة ..

وبطرف اللسان تذوقي قبلات السماء ..

 واحتضني بشغف القادم من دروبها .  . .

 وابتلي ..

فسحر الجسد تحت ثياب مبتلة ..



















..

فجر حضورك











تنطفئ العتمة حين يبزغ فجر حضورك  ..

ويسلخ النهار عنه جلد الليل ..

وتتبرأ المسافات من خطى المارين ..

وتحتضر دقائق الانتظار..

 فلا يبقى لي الا ان انزوي بحنيني تحت جناحك ..

وأنعم بلحظات الدفء ..














..

الأحد، 26 يونيو 2011

من الحياة ..









شمس الغروب  ..

تسقط في نهاية الافق ويبتلعها البحر..

 اراها لم يبقى منها سوى نصفها الباكي  ..

تودع بما تبقى من شعاعها الارصفة ..

وتبعث الخشوع على ملامح المارة ..

ويبدأ صمت المساء ..

تسكن الكائنات ..

وترتخي النفوس في الابدان ..

 وتهجع الارواح ..

 لم يخترق هدوء  تلك اللحظة الا ضحكات طفل يركض  ..

وصوت عجلات عربة تحمل بقايا حبات البرتقال ..

يسير بها فتى حافي القدمين متجهاً الى بيته ..

 لعلها تكون وجبة عشاء على مائدته ..

 والتفتُ ..

 لاجد الظلام قد حلّ ..

 وحان الرجوع الى احضان مغيبي انا ايضاً ..