الخميس، 27 أكتوبر 2011

طفلةٌ هائمة









قال لها من انتي ..!


طفلةٌ هائمةٌ في شوارع الشتاء ..!!


تبحثُ عن مأوى ..


وبعض فتات  ..


وبقايا رصيف  .. تُمدد عليه جسدها البالي  ..


تتقي البرد  بكفي  ..!




قالت  : 


نعم ...  طفلةٌ تتشردُ عند كل حي لـ تلقاك  ..


يكفيها دفء عينيك ...


ولمسة يدك  .. تذيب صقيع  عروقها ..


لا تكن كشمس الشتاء ..


بخيلة على الارض بدفئها ..


تتوارى خلف ستائر رمادية  ..


تدعي مداراة بكائها ..


وهي تخفي عشقاً يفتت الضلوع ..


لكنها تخشى حرق اصبعي ..










.






الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

نوبة









أريدك ان تحتضني بعد نوبات الجنون التي امارسها بين فينة واخرى

احتضني فقط

لا تقل شيئاً

دع أنفاسك تدفء رئتي المرتعشة

سأفقد ذاكرتي بين ذراعيك 

فقط مسد لي شعري

وأغسل جسدي الملطخ بالألوان

فأنا لست راهبةً ولا قديسة 

ولا أملك عصا المعجزات

أنا انحناء من ضلعك

يغتال الغضب بعضي حين أفتقدك

أهرب من مواجهة حلمي المحرم

ومن معطف عليه رائحة جسدك المنهك

كل الأشياء تثير جنوني

سخطي

غضبي

سأستمر في بكائي حتى أسمع نبضك

ثم أُخرج الفقاعات من فمي

هندمني

رتب لي ملامحي

امسح الصابون عن شفتي

وابتسم لي بأهداب فرحه

لوني من جديد

بريشتك الخاصة

فأنا عدت

فقط أجلسني على رجليك 

وحدثني عني 

بينما أنا أتحسس قدميك الحافيتين








.

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

هذيان صباحي







أذكر أن عصافير الصبح أكلت يوماً بقايا النافذة
فبقي جسد الفجر عارياً على الشرفات

وحين قام مؤذن الفجر ينادي للصلاة 
غطى عينيه وتوسد المئذنة ونام

وأذكر يومها صوت سيقان الأشجار
وهي تصلي خلف غيمةٍ رابضة فوق التل

وقبل الشروق ذابت كحبات السكر في بحيرةٍ للبجع
جعلت من رقصها هذيان ساعات الصباح الأولى 






الاثنين، 24 أكتوبر 2011

أمسية هاربة









أبحثُ عن أمسيةٍ هادئة

وحين تحلّ

أغرقُ في حيرة

بأي الطقوس أبدأ

وبأي صوتٍ أغني

ومن ياتراه سيقطع أمسيتي

ليل وزهور وموسيقى

وفكرة تلوح كنجمة شاردة

أو بيت شعر من قصيدة قررأن ينام

قرب نافذتي عش عصفور يبكي

يبكي العش لا العصفور

فسكانه تأخروا بالرجوع

وقشر البيض تحلل

وجارةٌ تعشق صوت عبدالحليم

تسمعه بأعلى صوت

فتتركني صافنة أمام أوراقي

أنسى أني في أمسية هادئة

شنقتُ الوقت لأحصل عليها

مازال عبدالحليم حي في غرفتي

وانا حيةٌ في ليلةٍ ساكنة

لم تقرر بعد بماذا تهدهدني

آخذ نفساً عميقاً

وارخي جسدي على الكرسي

غارقةٌ أنا في هذا السكون

أتعلق في وقتٍ حسبته لي

لكنه ببساطةٍ يلفظني

يقف أمامي كغراب أجاد الصمت

يلبس حلّةً بنفسجية

بعينيه الباردتين

ومنقاره الخرب

وتمر الساعات

وتنام الجارة

ويسكن العش المهجور

وترحل ليلتي 

ها أنا أنادي السرير

ليحمل جسدي المتعب

عاريةً من أفكاري

أحدق في الستائر

اذا جاءت الشمس

فأغمضي عينيكِ











.



الأحد، 23 أكتوبر 2011

شقراء






تعاود تلك الشقراء التغزل بالأرض دون حياء ..

تصبُ دفء عشقها الأزلي في بذخ راقصة تتمارى بشالها في صفحة الوجود ..

 يا أنتِ .. يا كاشفةَ ستر لص الليلة الماضية ..

أعيديني الى العتم ..

فرؤى بعض الرؤس متبرجةً تبعث الوجع في عظامي ..

 اتركي لي بعض خبزك الأسمر من قمح أرض جدي .. 

وشئٌ من أثداء الثمر .. أُغيّر به مرارة الصبح ..

ليشتد عود مسنةٍ تنبش الأيام بثور جلدها المتجعد ..





.


.

السبت، 8 أكتوبر 2011

أنا .. نورٌ ونار ..




أنا ..

شئٌ من نور ..

وشئٌ من نار ..

تتناوبني لعبة الاقدار ..

تارةً أقف في وجه وجعي ..

جبلاً يتحدى الاعصار ..

وأخرى ..

أجدني أنهار ..

لستُ سوى انثى ..

يتملكها الاصرار ..

يتملكها حب الكلمة ..

والاشعار ..

روح تغذي روح ..

تبحثُ عن ملاذ ..

واستقرار ..

أفنى وتبقى ..

تلك الروح ..

 تتحدى الانكسار ..

إن كان هناك من يمارس معي..

لؤم الاستكبار ..

فلي فوق العرش ..

ربٌ جبّـــار ..






...



الفجر







 يأتي الفجر

كصبيةٍ مشرعة بالحياة

توقظُ أموات الأرض

تنادي أن حي على الفلاح

قوموا فتطهروا

وأيقظوا الأمل في قلوبكم


















..

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

بعد ساعتين





قال لها :  سأعود بعد ساعتين


وأغلق الباب


ونسي أن يعود


ومرت سنين


وكبُرَ الحنين


وتهاوى حائطٌ كان يتكئ عليه


وتمزقَ الجسد الذي اعتاد النوم على يديه


وتيبست أوردةٌ وشرايين


وتجعدت بشرةُ اليدين


ورسم الدمعُ شهادةً على الخدين


أنها بعد غيابه إنطفأ نورُ العينين


وأن الروحَ أنشدت شد الرحال اليه


فقد ضاق الفضا


وماعاد هناك من جناح تلوذ اليه


ومرت سنين


وزاد الأنين


ومضى العمر في لمح البصر


وقلبها من فراقه قد إنفطر


ويوم حان اللقاء


وهمّت الروح للإرتقاء


تشهدت


وأغمضت


وهناك المكان حيث كانا


إليه  عادا


قطفتْ لهُ وردتين


وقالت :


تقتُ اليكَ فأنقطع الوتين


 فقد ثقلَ على الروح إنتظارُساعتين ..




..

كنا معاً








كنا نلون أحلامنا معاً 

ونرتقب المطر 

وقبل هطولهِ

نبلل ثياب الليل 

بضحكات السمر

ويأتي الفجر 

فنغلق النوافذ 

حتى لا يداهمنا النهار

ونحن نحتضن القمر 










..

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

صراع النضج والطفولة الممتع







مازالت تلك الطفلة تسكنني ..

كأنها لا تملّ ..

ومازال صراعي مع النضج يشبعني تناقضاً ممتع ..

لكنه محير لمن لا يفهمني ..

مما جعل البعض  يحكم عليّ بالمزاجية و الجنون ..

لكني اسمية فن الحياة .. 

وهو أن تدرك ذلك الطفل الحي في داخلك ..

فلا تحرمه حقوقه ..

بل أطلقه بين فينة واخرى ..

واستمتع  ..   


















..

السبت، 1 أكتوبر 2011

سلام عليك يا أمي










سلامٌ عليك يا أمي ..

حين يستيقظ ُالنورُ من عينيك ..

فترسلين من ثغرك تسابيحَ الفجر..

وبعد ركعتين ..

تعدين القهوةَ لأبي ..

وبضعَ تمرات ..

وقطعة خبزٍ سمراء ..

كلفحة الشروق على خصلاتِ شعرك الطاهر..

سلامٌ عليك يا أمي ..

حين تنثرين للطيور فتات الخبز ..

وتسقين النباتات وأنت تسبّحين ..

تمشي القطط ُبين رجليك ..

وتسألينها إن كانت جوعى ..

سلامٌ عليك يا أمي ..

حين تمرين من أمام حجرتي  ..

رائحة عطرك توقظُ أمنياتي ..

فتهمسين بإسمي وينسابُ إلى قلبي ..

صوت أمي ..

سلام عليك ملئ ماحمل قلبك من هموم ..

وملئ ساعات صبرك وانتظارك  ..

وملئ المسافات التي بيننا ..

سلام عليك الى حين القاك ..













..